تايتل نيوز - محلي
من أقصى العراق إلى قلبه، جاء موظفو إقليم كردستان إلى بغداد، لنقل صورة حية لمعاناتهم جراء عدم صرف رواتبهم؛ نتيجة إشكالات بين حكومتهم مع الحكومة الاتحادية، الأمر الذي انعكس وبشكل مباشر على أوضاعهم.
تحشيد تصاعدت وتيرته أمس السبت، وبدت نتائجه واضحة صباح اليوم، عندما توالت القوافل المحملة بالموظفين المحتجين بالتوافد من إقليم كردستان إلى العاصمة بغداد، محملين بلافتات تنقل جزءاً من معاناتهم، على أمل لقيان الحل هنا والعودة إلى الديار بقلوب مسرورة.
*مطالب بدمج الرواتب
يتضامن عضو مجلس النواب، سوران عمر، مع مطالب الموظفين الكرد المطالبين بدمج رواتبهم مع المركز مباشرة.
ويقول عمر في حديث لـ تايتل نيوز، إن "الموظفين جاءوا للمطالبة بتوطين الرواتب مع الحكومة الاتحادية بشكل مباشر"، مشيراً إلى "أربع كتل برلمانية قدمت طلباً لتوطين الرواتب مع الحكومة".
وأشار إلى أن "الرواتب في الإقليم صرفت لحد الشهر الثامن، أما الشهور الثلاثة التي تبقت سترجئ إلى السنة المقبلة".
*"ابعدونا عن مشكلاتكم"
يدعو أحد المدرسين المتظاهرين في بغداد، وهو من قضاء كِفْرِي بمحافظة ديالى، إلى إبعاد المواطنين عن المشكلات السياسية.
ويقول: "جئنا إلى بغداد؛ بسبب عدم وجود رواتب ومنذ عشر سنوات نعاني من انعدام الترفيعات".
وأضاف، "نحن شعب واحد لا علاقة لنا بالمشكلات السياسية بين المركز والإقليم.. النفط هنا غير موجود وأسعار البنزين عالية جداً ورواتبنا لا تصرف!".
ويطالب، بـ"دمج رواتب موظفي الإقليم مع المركز وعبر بطاقة الكي كارد".
*وفد كردي حكومي في بغداد
وعلى خلفية هذه الأزمة، كشف رئيس ديوان مجلس وزراء إقليم كردستان، أوميد صباح، عن زيارة وفد رفيع من حكومة الإقليم إلى العاصمة بغداد غدا الاثنين للتباحث بشأن مسألة الرواتب وحصة الإقليم من الموازنة المالية العامة.
وقال صباح، في تصريح لمجموعة صحافيين، إنه "بتوجيه من رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني عمل الوفد على استمرارية التواصل مع جميع مؤسسات الحكومة الاتحادية، وهدفنا الرئيس من ذلك الحصول على المستحقات الدستورية لشعب كردستان، وخاصة لمن يتقاضون الرواتب".
وأضاف أنه "تقرر أن يزور وفد حكومة الاقليم غدا الاثنين بغداد، ويجتمع مع رئيس مجلس الوزراء"، موضحا أن "ممّا لا شك فيه فإنه سيتم الحديث عن موضوع متقاضي الرواتب".
وتابع، "سنبذل جهودنا للحفاظ على المستحقات المالية والحقوق الدستورية لكردستان".
*تظاهرة التحرير
وتظاهر المئات من الكوادر التدريسية والتعليمية، من المناطق المتنازع عليها، اليوم الأحد، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد.
وقال مصدر محلي، إن المعلمين والمدرسين، الذي يقطنون خارج مناطق إقليم كردستان، نظموا تظاهرة، في ساحة التحرير، بالعاصمة بغداد.
وأضاف، أن المتظاهرين طالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة ونقلها من الاقليم الى حكومة المركزية.
ورفع المتظاهرون، لافتات عديدة، تتضمن مطالبات، بضرورة ربط جميع كوادر المدارس الكردية، بالمديرية العامة في وزارة التربية الاتحادية، ونقل ملاكاتها الى هذه المديرية.
*منع وصول
وفي وقت سابق من اليوم، منعت سيطرة كركوك الأمنية، وصول المعلمين والمدرسين، الى العاصمة بغداد؛ للمطالبة بمستحقاتهم المالية.
وقال أحد المعلمين: "نحن قرابة 2000 معلم ومدرس وموظف، توجهنا من إقليم كردستان، نحو العاصمة بغداد؛ للمطالبة برواتبنا المالية، الا أن سيطرة كركوك الأمنية، منعتنا الدخول".
وأضاف: "يوم أمس تم منحنا الموافقة للدخول، وأكدوا عدم وجود أي مشكلة ونقوم بحمايتكم لحين عودتكم، الا أنه الأمر اختلف، حيث صدر امر من جهة غير معروفة الى سيطرة كركوك ومنعونا من الدخول".
*تحشيد
ودعت شريحة التدريسيين والموظفين المحتجين في إقليم كردستان، أمس السبت (25 تشرين الثاني 2023)، منظمات المجتمع الى مساندتهم في احتجاجاتهم المزمع اقامتها في ميدان التحرير وسط العاصمة بغداد غدا الاحد.
وذكر المحتجون في بيان، أنه "ندعوكم الى حضور ومساندة المظاهرة الاحتجاجية التي تنظمها تدريسيي وموظفي إقليم كردستان العراق، في ميدان التحرير في يوم الأحد المصادف 26/ 11/ 2023 ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا الى الساعة الرابعة ظهرا، وذلك لمطالبة الحكومة الاتحادية بالضغط على حكومة إقليم كردستان".
وأضاف البيان أن "المحتجين طالبوا بدفع الرواتب المتأخرة لسنة 2023 لتدريسيي وموظفي الإقليم التي هي بذمة حكومة الإقليم، وإعادة العمل بقانون ترفيع الموظفين المتوقفة منذ حوالي سبعة سنوات، كما شددوا على ضرورة تعيين المعلمين المحاضرين بشكل دائمي".
واكد المحتجون "على وضع الية مناسبة لإعادة المبالغ المستقطعة من رواتب التدريسيين والموظفين منذ عام 2014 تحت ما يسمى بالادخار الإجباري والتي تقدر بحوالي 33 راتباً كامل لكل تدريسي وموظف، والعمل بقانون المجلس الوطني العراقي بخصوص رواتب المتقاعدين وتعويض المتضررين ".
ومنذ أشهر عديدة، تشهد محافظة السليمانية خروج تظاهرات للموظفين والملاكات التربوية، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، وربطهم مباشرة مع حكومة بغداد، اسوة بباقي الموظفين في المحافظات العراقية.