أطوار بهجت.. سيرة "شهيدة الاعلام" تبقى عالقة بالأذهان وجريمة قتلها "اختفت معها"

  • A+
  • A-

 تايتل نيوز -  بغداد

 

بالتزامن مع الذكرى الـ18 على استشهادها، توجهت الاعلامية العراقية أطوار بمثل هذا اليوم عام 2006، إلى سامراء لتغطية أحداث تفجير مرقد الإمامين العسكريين، الا إنها كانت الرحلة الأخيرة لـ"شهيدة الإعلام ".

وعلى الرغم من المرور العديد من السنين على استشهادها إلا إن ذكرها لا يضل إلى هذه اللحظة عالقا باذهان طلبة كلية الإعلام في لاسيما في سامراء، وهو ما دفع بعض الطلبة إلى إعادة التذكير بمنجزاتها، من خلال تقرير يوثق واحدة من أهم وأبرز الشخصيات المؤثرة بالمجال الصحفي.

وبادرت الطالبات (سارة أحمد طه، ورند مازن مظهر، وطيبة مازن توفيق، ورونق رياض مرتضى) بإنتاج فيديو يتضمن أهم جوانب حياتها، وركزن أثناء إعدادهن لاختيار هذه الشخصية التي ضحت بنفسها دفاعًا عن الحقيقة والكلمة الحرة، على جعلها مثالًا نسائيًا يحتذى به لما واجهته من الصعاب في عمر مبكر وما أحدثته من أثر بعد إكمال تعليمها.

وتخرجت "بهجت" من كلية الآداب/ قسم اللغة العربية لتمارس هوايتها في كتابة الشعرِ بينما كانت متفتحةٌ على الحياةِ الثقافيةِ وشغوفة بها؛ إذ عَمِلَتْ لدى الكثيرُ من الصُحفِ العراقية كالصحف اليوميةِ والأسبوعيةِ التي كانت تصدرُ في نظامِ الحكم السابق، وعملت أيضاً بقناةِ العراق الفضائية بصفتها مذيعةً ومقدمةِ برامجٍ ثقافيةٍ. ولكن بعد غزو العراق بدأت تعمل في عدةِ قنواتٍ فضائية حتى أستقرت في قناةِ الجزيرة الفضائية ثم استقالت منها، ومن ثَمَّ انتقلت للعملِ في قناةِ العربية الفضائية قبلَ موتها بثلاثِ أسابيع.

وفي العودة إلى حياتها الشخصية ولدت أطوارُ بهجت بعامِ 1976 المصادف 6 حزيران/ يونيو في مدينةِ سامراء، وكانت إمرأةً مهنيةً فأخذت على عاتقها تحملُ مسؤوليةِ عائلتها بعدَ وفاةِ والدها وهي في السادسةِ عَشَرَ من عمرها. بينما كان لموتِ أبيها الأثر العميق في داخلها، إلا إنها جسدت دورُ المرأةِ العراقيةِ الحقيقية، وذلك عن طريق تفوقها بدارستها والإلمام بشتى المجالات التي تحبها في ميدان الكتابة.

وبذلك أصبحت صحفية وكاتبة، فضلاً عن إتقانها لهواياتها المتعددة. وبعد مسيرتها الحافلة بالنجاح والتقدم والمجازفة واصلت أطوار هذه المسيرة. ولكن للأسف عند مواصلتها لمسيرتها المشرفة التي تتمثل بالمجيئ إلى مدينةِ سامراء لتغطية أحداث تفجير ضريح العسكريين في 22 شباط/ فبراير 2006 أُغتيلت من قِبَلِ جماعاتٍ مجهولة وعثروا عليها مقتولةً في اليوم التالي الموافق 23 شباط/ فبراير، وعندها حدث جدل كبير حَول استشهادها، فقالوا إنها ماتت مذبوحة وقيل أيضاً قُتلت بإطلاق عياراتٍ نارية بينما تحدث آخرون إنها أُصيبت بالرصاص قبل ذبحها. وتركها الجناة تنزف حتى الساعة الخامسة من دون مساعدة حتى استشهدت، إلا إن الأخبار أكدت بشدة على إنها ماتت مذبوحة.

كانت هذه لمحة مختصرة عن حياة الراحلة أطوار، ونرجو لها الرحمة والخلود، وهذا المثال الصحفي المائز آثرت جامعة سامراء أن تمنح استوديو الإعلام اسم "استوديو أطوار بهجت" تخليدًا للراحلة وإكرامًا لدمها الطاهر.