تايتل نيوز -
خلف سواتر الحرب هناك آلاف حكايات البطولة التي دونتها ذاكرة المقاتلين، وحكايات الحرب العظيمة ضد عصابات داعش دونتها سواعد القوات المسلحة بجميع صنوفها وفي مقدمتها الحشد الشعبي، ففي تلك المعركة التي وضعت أسسها فتوى الجهاد الكفائي بما تتضمنه من قيم إنسانية ووطنية توحد كل شيء بين أبناء هذا الوطن في خندق واحد لمواجهة تلك العصابات الضالة موجهة لها ضربات موجعة بسواعد تشابكت من أجل كتابة حكاية جديدة من حكايات هذه الأرض.
فلم يخطر ببال تلك العصابات، ولم يكن في حساباتها، أن تستنهض هذه الفتوى العظيمة همة العراقيين وتقودهم نحو الانتصار الناجز، فالجميع ظن أن كل شيء انتهى، وأفضل التقديرات العسكرية لمراكز عالمية توقعت بقاء داعش لعقود من الزمن، إلا أن جميع تلك التقديرات سقطت أمام صوت المرجعية العليا، وهي تخاطب أبناء الوطن، وتحرك روح الشجاعة المعهودة فيهم، لتضع بفتواها العظيمة بوصلة توجه الجماهير لحمل السلاح ومساندة الأجهزة الأمنية من أجل خوض معركة المصير، والتي أسفرت عن ولادة الحشد الشعبي.
اليوم وفي الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي يستذكر لادة عراقيون دور هذه المؤسسة في حماية العراق
حيث قال رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله : "في ذكرى فتوى الجهاد الكفائي نتحدث عن دور الحشد الشعبي الذي يعد السند لقوات الجيش وما قدمه من بطولات خلال معارك التحرير يعطي رسالة بأن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني كانت بداية النصر على داعش؛ لأن هؤلاء جاؤوا بعقيدة راسخة ويريدون تحرير البلد من براثن داعش الإرهابي"، لافتاً، إلى أن "وجود الحشد الشعبي على الأرض أعطى حافزاً ودعماً معنوياً لكل القوات الأمنية سواء من الجيش أو الداخلية أو جهاز مكافحة الإرهاب".
وأضاف: "لقد كان لوجود الشهيد أبي مهدي المهندس على رأس الحشد الشعبي أهمية كبيرة في تحقيق النصر، فقد كان حضوره دافعاً كبيراً ومعنوياً لتحقيق الانتصار، وأيضاً كانت لديه التوجيهات للحشد على أنه دائماً يكون في الصدارة، وقد كان مع الحشد في جميع المعارك سواء في الأنبار أو صلاح الدين أو كركوك أو نينوى".
وتابع أن "الحشد الشعبي قدم الكثير ولا يزال يقدم خاصة عمليات الدعم والإسناد للقوات الأمنية"، مبيناً أن "الفتوى المباركة كانت البداية الحقيقية لتحقيق النصر وطرد داعش من العراق".
وذكر يار الله: "أحيي كل إخوتي في هيئة الحشد الشعبي، وذلك بمرور الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد، لقد قدموا عملاً رائعاً وبطولياً مع القوات الأمنية الأخرى، وكل التقدير للشهداء الأبطال وإلى ذويهم على ما قدموه في سبيل هذا الوطن وإلى الجرحى الأبطال نتمنى لهم الشفاء".
وأوضح: "نحن الآن في موقف جيد بالنسبة للوضع الأمني والقوات الأمنية تفرض سيطرة تامة على الأرض، وهناك عمل مشترك ما بين القوات الأمنية كافة سواء كانت من الجيش أو الاتحادية أو جهاز مكافحة الإرهاب أو الحشد الشعبي ضمن مظلة قيادة العمليات المشتركة، والقوات الأمنية تفرض الأمن وسيستمر الأمن بجهود عراقية خالصة 100%".
الحشد الشعبي قوة العراق الكبيرة والفاعلة
بدوره، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم عليوي : إنه "لا يخفى على أحد دور الحشد الشعبي في تحرير العراق تنفيذاً لفتوى الجهاد الكفائي، ولولا وجود الحشد الشعبي لما تحرر العراق من الإرهاب، ويجب على الجميع أن يقدر أهمية الحشد حتى تبقى هذه المؤسسة قوة كبيرة وفاعلة على مستوى العراق"، لافتاً إلى أن "للقوات الأمنية أيضاً دوراً كبيراً وفعالاً في طرد داعش الإرهابي مع الحشد الشعبي، ولولا توحد الموقف العسكري بين جميع القطعات لما تحقق هذا النصر بعد أن قدمت التضحيات الجسام من أجل تحرير الوطن من براثن الإرهاب".
من جانبه، قال عضو مجلس النواب النائب ياسر الحسيني لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحشد الشعبي المقدس أدى دوراً مهماً في الحفاظ على الأرض والعرض وكذلك الأمر الذي يتعلق بالحالات الإنسانية".
40 ألف شهيد وجريح
إلى ذلك، أكد رئيس كتلة سند النيابية النائب مرتضى ، أن "الحشد الشعبي هو ثمرة فتوى الجهاد الكفائي وأول من لبى نداء المرجعية وقدم التضحيات الكبيرة من أجل تحرير الأرض، وقد بلغ عدد شهداء وجرحى الحشد أكثر من 40 ألف شهيد وجريح"، مشيراً إلى أن "فتوى الجهاد الكفائي كانت الشرارة الأولى لتوحيد الخطاب الشعبي بعد أن لبى الجميع النداء، ومن كل المحافظات للدفاع عن العراق والذي أسفر عن تشكيل الحشد الشعبي الذي أصبح خير سند للقوات الأمنية في الحرب ضد الإرهاب".
بدوره، أشار عضو كتلة صادقون النيابية النائب عدي إلى أن "الحشد الشعبي ركيزة أساسية في مساندة القوات الأمنية، والدفاع عنه واجب مقدس على الجميع، ودعمه والمحافظة عليه أحد واجبات الدولة"، مبيناً، أن "الحشد الشعبي والقوات الأمنية هي حالة واحدة هدفها حماية البلاد من الإرهاب".
رئيس قسم مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية، أحمد صادق حسن قال : إن "ما حصل في العراق بالعام 2014 وسقوط عدد من المحافظات العراقية بيد العصابات الإرهابية أحدث وضعاً مفتتاً وسيئاً على المستويات الاجتماعية والسياسية والعسكرية، إلا أن إصدار فتوى الجهاد الكفائي أحيت العراق الذي كان آنذاك على شفير الهاوية، حيث رصت صفوف الشعب ولمّت شمله وأعادت هيكلة المجتمع بشكل عام ونجحت نجاحاً باهراً في هذا الأمر".
وأضاف، أن "النتائج كانت واضحة على المستوى العسكري منذ أول انطلاق الفتوى المباركة إذ توقف زحف العصابات الإرهابية وانقلبت المعادلة بين ليلة وضحاها، حيث بدأت المحافظات بالمقاومة والناس بالتطوع للقتال وأغلبهم قاتل بسلاحه الشخصي"، مؤكداً، أن "الجيش حصل على قوة معنوية وعاد الكثير منهم إلى ساحات القتال بعد حصولهم على الدعم من قبل الحشد الشعبي الذي تشكل من المدنيين بعد صدور الفتوى".