تايتل نيوز - كربلاء
أكد ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، اليوم الخميس، أن الشعب العراقي ليس بمنأى عن تداعيات الصراع القائم بالمنطقة، وأن مستقبل البلد ليس أفضل من حاضره ما لم يبنى على أسس صحيحة.
وقال الشيخ الكربلائي خلال مراسم تبديل رايات مرقدي الإمامين الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام، إنه "إذا كانت المعركة الحالية بين الحق والباطل، والتي لا تزال قائمة قد استنزفت دماء كثيرة وعزيزة، وأدت لكثير من الضرر بإخواننا واخواتنا تهجيراً وأذى، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يؤدي للشعور بالضعف والانكسار فلا بد من المضي قدماً في تدارك الاخفاقات والتغلب على نقاط الضعف بأساليب صحيحة بعيداً عن الأمنيات والأوهام".
وأضاف أن "المعركة بين الحق والباطل تحتدم أحياناً وتخفت أحياناً، ولا بد لأهل الحق من أن يتبصروا ولا ينخدعوا ببعض المظاهر المزيفة والشعارات الرنانة وليأخذ أولياء الأمور العبر والدروس مما وقع من ماس تجل عن الوصف وخسائر لم يحدث مثلها منذ زمن بعيد".
وشدد بالقول: "فلا بد من أن يتنبه العراقيون لذلك ويتسلحوا بالوعي والبصيرة في التعامل معها ويصلحوا أمورهم بعيداً عن بعض المظاهر الخداعة وليعلموا أنهم ما لم يسعوا بجد في بناء بلدهم على أسس صحيحة فإن مستقبلهم لا يكون أفضل من حاضرهم".
وتابع الشيخ الكربلائي "كما أن على من بيدهم الأمور أن يتقوا الله ويحكموا ضمائرهم ويراعوا في قراراتهم وتصرفاتهم مصلحة شعبهم وبلدهم والمنطقة كلها لان مصالح شعوبها مترابطة".
وأشار إلى أن "الشعب العراقي الذي ضحى في سبيل التخلص من الاستبداد، سيبقى عازماً على الحفاظ على هذه المكتسبات بكل قوة وعدم الرجوع إلى الوراء على أي حال وإن كان يشعر بمرارة الأخطاء الكبيرة والاخفاقات المتوالية للكثيرين ممن تسلموا مواقع المسؤولية خلال العقدين الماضيين".
وأوضح أن "الأمل يبقى قائماً في تصحيح المسار وتدارك ما فات ولا يكون ذلك إلا وفق ما أشارت إليه المرجعية العليا في بيان سابق حيث صرحت أنه ينبغي للعراقيين ولاسيما النخب الواعية أخذ العبر من التجارب التي مروا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم، وذلك لا يتسنى من دون خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات".